حلم جميل
فجأة قررت العودة إلى مدينتي "إدلب" مدينتي التي تركتها مكرهة ليأتيها الآلاف ساكنين فيها تأويهم بحنان الأم الرؤوم ..أحزم ماشاء لي أن أحزمه من ذكريات عشتها بتركيا وأستقبل قبلة كل سوري يحلم بها...أعود الى بيتي الذي اشتقت له أدخله بسلام ياااااه ما أجمله رغم غبار السنين وأثر حطام هنا وهناك ..
إنها الحرب التي قضت على البشر والحجر... لن أفكر كثيرا بكوارث البلد سأستمتع بدفء بيتي ... أتجول بين الغرف أتفقدها كل شيء مازال ينتظر ساكني الدار "وأين هم "؟...
غرفة الجلوس مازالت زرقاء سماوية وغرفة الضيوف عسلية العينين واللون ...
آآآه لم يتغير شيء كل شيء كما تركته ...
مكتبتي الصغيرة مازالت صادمة رغم غبار سنوات تسع أتلمس كتبها المبعثرة مازالت هناك وآخر كتاب كنت أقرأه " لاتحزن " مازال ينتظر مع مؤشر الصفحة هنا وصلت إلى الصفحة 276 هيا اعملي فنجان القهوة وخدي الكرسي إلى الشرفة الغربية المطلة على شارع الثلاثين وغوصي بين صفحاتي ....يااااه كم اشتقت إلى تلك اللحظات..
وأهم لأنفذ أوامر كتابي ليقطعه طرق الباب...
جارتي "بسمة " واسم على مسمى مبتسمة سعيدة رغم ماآل إليه حال البلد...
تشعرني أن الدنيا مازالت بخير ...أسألها عمن رحلوا ومن سكنوا ومن هاجروا...
لايهم لو سمعت صوت الطائرة سأتماسك وأراقب دورانها...
سأعتاد كما أعتاد الناس قبلي وصمدوا ..المهم أني عدت الى وطني ... مدينتي التي أصبحت وطن الكثيرين بعدما كانت "منسية " بفعل فاعل ... المهم أني ببيتي مع أشيائي وذكرياتي ... المهم أني تخلصت من كابوس الحماية المؤقتة واللجوء والاجارات الشهرية والتشرد...
سأنام على سريري وأنا مرتاحة البال بعد سنوات من القلق...
أنام وأحلم بما لم تسعفني الظروف لتحقيقه... وسأبدأ بالتخطيط لمشروعي الصغير وأفتح معهد اللغات الذي أحلم به ... وسأزور كل المراكز التي تأوي المهجرين فحالهم مثل حالي مشردة لا دار ولا وطن أما الان أنا هنا ولن أتزحزح عن داري...
فجأة يد صغيرة ناعمة توقظني "ماما تأخرت عن المدرسة وباص مدرسة إمام خطيب ينتظرني .."
أنتفض وأركض لأقوم بواجبي الصباحي وأكتشف أني مازلت بالريحانية وطني الجديد وأنني أحلم ولكنه حلم جميل سيتحقق إن شاء الله...
بثينة رحال/ شبكة حماية المرأة.
حلم جميل
تم النشر بواسطة: لينا الخياط
مؤسسة توليب ازرق ومديرة المركز الاعلامي في شبكة حماية المرأة